بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد
لله رب العالمين ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شَريك له هو يتولّى الصالحين
، وأشهدُ أنّ محمّداً عبده ورسوله – صلى الله عليه وعلى آله وسلّم – صلاةً وسلاماً
دائمين مُتلازمين إلى يوْم الدين ، اللهمّ صلّي صلاة جلال وسلّم سلام جمال على
عبدك ونبيك سيدنا محمد ، واغشهُ اللهمَ بنورك كما غشيته سحابة التجلّيات ، فنظر
إلى وجهك الكريم ، وبحقيقة الحقائق كلّم موْلاه العظيم ، الذي أعاذه من كلّ سوء ،
اللهمّ فرّج كروبنا كما وعدت ، اللهمّ فرّج كروبنا كما وعدّت ، اللهمّ فرّج كروبنا
كما وعدّت { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا
دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } [
النمل : 62 ] ، وعلى آله وسلّم
تسليماً كثيراً .
أمّا
بعدُ :
الحــديـــث :
فإنّ
الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلّم – كان جالساً يوْماً في عشْرة من أصحابه
منهم ؛ أبو بكر ، وعمر ، وأبوهريرة ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن عمر ،
وقُدّمَ إلى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلّم – جُمّارٌ ليأكل منه (
والجُمّارُ قلْبُ النخْلة – كما هو معلوم - ) ، فأقبل الرسول – صلى الله
عليه وسلّم – على أصحابه فقال : [ إنّ من الشجر شجرةً
مثلها كمثل المؤمن – كمثل المُسلم – فما هي ؟
] ، وفي رواية : [ فأنبؤني ما هيَ ؟ ] ، قال
عبد الله بن عمر – وهو راوي الحديث – الذي أخرجه البخاري في عدة مواضع من صحيحه ،
قال عبد الله بن عمر : " فوقع القوم في شجر البوادي ، وأخذوا يقولون
الشجرة التي مثلها كمثل المؤمن – كمثل المُسلم – كذا وكذا ؛ كالأثل ، كالطُرفاء
وغير ذلك من أجناس الأشجار ، " ، فلمّا بلغ بهم المدى منتهاه قالوا
: " أنبأنا ما هي يا رسول الله " – صلى الله عليه وسلم – فقال
الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلّم - : [ هي
النخلة ] ، في رواية أنّ عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – لمّا انصرف مع
أبيه من عند رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلّم – وكان معه في بعض الطريق
قال : " يا أبتاه إنّ رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – لمّا سأل
عن الشجرة التي مثلها كمثل المؤمن ؛ وقع في نفسي أنّها النخلة " ، قال : "
ولما لم تقل " ( لما لم تجب رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلّم –
) ، قال : " يا أبت نظرتُ فوجدّتُ أبا بكْر وعمر لا يتكلمان فاستحييتُ
" ، وفي رواية قال عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : "
نظرتُ فإذا أنا عاشرُ عشرة من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلّم –
وكُلّهم أسنُّ مني " ، ( أي : أكبر مني عُمرا ) قال : " فاستحييت
" ، استحْي أن يتكلّم على صغر سنّه بالذي وقع في نفسه وكان صوابا ،
والقوم يقعون في شجر البوادي والرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلّم – ساكتٌ لا
يتكلّم حتى إذا بلغ بهم المدى مُنتهاه أجابهم الرسول – صلى الله عليه وسلّم – ،
إذن الشجرة التي مثلها كمثل المسلم ؛ [ هي النخلة
] ، وهذا التشبيه الذي جعله الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلّم – بين المسلم
والنخلة له خلفيته التي تظهر – إن شاء الله رب العالمين - .
فهذا شرح لفضيلة الشيخ العلامة : محمد بن سعيد رسلان - حفظه
الله وسدد خطاه - ، لحديث ( إنّ من الشجر شجرة لا يسقط ورقها ) وقد دار الشرح لهذا
الحديث على عدة أمور رئيسة وهي :
البدايــــة :
الوسيلة النبوية في
التعليم :
شرح الحديث :
كلُّ حياء أقعد المرء عن الخير فليس بحياء :
فضل قضاء حوائج الْـمُسليمين :
الْـمُسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده :
حقيقة الدين :
لا تستقيم الجوارح والقلب أعوج :
الخاتـمة :
لتحميل التفريغ من
هنـــــــــــا
هناك تعليق واحد:
love it KIDS on PC
إرسال تعليق